أرامكو- شراكات الطاقة السعودية التركية ورؤية 2030 الطموحة

المؤلف: أمنية خضري (جدة)08.12.2025
أرامكو- شراكات الطاقة السعودية التركية ورؤية 2030 الطموحة

شهد قطاع الطاقة توثيق عرى التعاون السعودي التركي من خلال ما يقارب 18 اتفاقية ومذكرة تفاهم متنوعة. وفي سياق مقابلة تلفزيونية مع قناة «تي آر تي» التركية، أبرز المهندس أمين حسن الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، متانة العلاقات الوطيدة التي تجمع المملكة العربية السعودية وتركيا، مشيراً إلى الدور المحوري الذي تلعبه هذه الروابط في دعم وازدهار قطاع الطاقة. كما أضاء الناصر على الجهود الحثيثة التي تبذلها شركة أرامكو لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030» الطموحة، مؤكداً على النمو المتواصل الذي تشهده المملكة العربية السعودية، ومشيراً في الوقت ذاته إلى وجود فرص نمو واعدة وكبيرة تلوح في الأفق في قطاع الطاقة الديناميكي.

وفي معرض حديثه، أشار الناصر إلى الإسهام الجوهري للشراكات المتنوعة في إثراء وتنويع الاقتصاد الوطني، والتي تجسدت في إبرام شراكة استراتيجية بقيمة 20 مليار دولار مع إحدى الشركات الرائدة في مجال الصناعات الكيميائية. هذا التعاون المثمر يهدف إلى تعزيز القدرات الإنتاجية وتوسيع نطاق العمليات في هذا القطاع الحيوي.

وتناول أيضاً موضوع طرح أسهم أرامكو في عام 2018، مؤكداً أن «قائمة التداول لن تقتصر فقط على الأسواق السعودية، بل ستنطلق إلى الأسواق العالمية ذات الثقل مثل هونغ كونغ، وطوكيو، ونيويورك، ولندن وغيرها»، مما يعكس الطموح العالمي للشركة ورغبتها في جذب المستثمرين من مختلف أنحاء العالم. وأشار إلى أن شركة أرامكو تشهد نمواً مطرداً على الرغم من التقلبات والتحديات التي يشهدها سوق النفط وانخفاض الأسعار في بعض الفترات.

واستعرضت القناة في تقريرها الموثق كيف أن الأرباح التي حققتها شركة أرامكو السعودية وحدها في عام 2014 تعادل أرباح شركتي «مايكروسوفت» و«أبل» مجتمعتين، مما يبرز المكانة الاقتصادية الرفيعة التي تتبوأها الشركة على الصعيد العالمي.

وشدد رئيس أرامكو أيضاً على أن تحويل النفط الخام مباشرة إلى مواد كيميائية من خلال المشاريع الخاصة بتحويل النفط إلى مواد كيميائية يمثل نقلة نوعية وأساسية في قطاع الصناعات التحويلية الذي يشهد نمواً متسارعاً داخل أرامكو السعودية.

وخلال مشاركته الفاعلة في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط للتكرير والبتروكيميائيات «بتروتك 10» لعام 2016، سلط الضوء على «الأهمية الحيوية» التي يمثلها اللقيم السائل لمستقبل صناعة البتروكيميائيات في المنطقة، فضلاً عن المهمة الجسام المتمثلة في تعزيز وزيادة حصة المنطقة من سوق المواد الكيميائية العالمية، التي تقدر قيمتها الإجمالية بأربعة تريليونات دولار، وذلك في ظل التوقعات الإيجابية بزيادة حجم السوق العالمية للبتروكيميائيات بنسبة 3% سنوياً حتى عام 2050.

وأوضح الناصر أن الزيادة الملحوظة في حصة المنطقة في السوق العالمية من شأنها أن تحقق مكاسب وأرباحاً طائلة للاقتصادات والمجتمعات على حد سواء، مؤكداً أن النمو في هذا القطاع الواعد سيخلق نظاماً اقتصادياً متنوعاً ومستداماً، وسيوفر في الوقت نفسه فرص عمل مجزية وذات جودة عالية للشباب. واستطرد قائلاً: «إن ما يقرب من نصف احتياطات العالم المؤكدة من النفط الخام - والتي تقدر بنحو 800 بليون برميل - تتركز في منطقة الخليج، وهو ما يؤكد أن السوائل بشكل عام، والنفط بشكل خاص، تشكل فرصة استثنائية وجذابة لاستغلال اللقيم بما يخدم صناعة البتروكيميائيات في المنطقة ويدعم نموها وازدهارها».

وأشار الناصر إلى أن السوائل تتيح إنتاج مجموعة متنوعة وواسعة من المنتجات تتجاوز الإيثان، موضحاً أن تكسير كميات أكبر من السوائل لإنتاج البتروكيميائيات سيفضي إلى تحقيق مبيعات أكبر من النفط بالنسبة للمنتجين في المنطقة على المدى البعيد، مما يعزز مكانتهم التنافسية في السوق العالمية.

واختتم رئيس الشركة حديثه بتحديد أربع إستراتيجيات رئيسية وهامة للتوسع المدروس في صناعة الكيميائيات والصناعات المرتبطة بها، وتضمنت هذه الإستراتيجيات تعزيز سلاسل القيمة الحالية، والسعي الدؤوب لتحويل السلع البتروكيميائية الأساسية إلى منتجات ذات قيمة مضافة أعلى، وتحقيق أقصى قيمة ممكنة من المواد الكيميائية المتخصصة من خلال تأسيس صناعات تحويلية ذات قيمة أعلى.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة